السبت، 28 مايو 2011

عندما يتكلّم المجانين على العقلاء ألاّ ينصتوا

عندما يتكلّم المجانين على العقلاء ألاّ ينصتوا
بقلم : رشيد الكرّاي صحفي أوّل بإذاعة صفاقس
موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس


طالعت بكل استغراب ما جاء في موقع الصحافيين التونسيين بصفاقس يوم الخميس 26 ماي 2011 تحت عنوان " إذاعة صفاقس تقصي المتعاونين والكواليس تتحوّل إلى محاكمات علنيّة " من مغالطات ومهاترات واتّهامات مجانيّة تصبّ في مجملها في خانة الجنون التي كتب صاحب المقال كلامه تحت مفعولها وأمضاه باسم مجنون الإذاعة وهو بذلك أصاب في حقّ نفسه والحقيقة الوحيدة التي صدق فيها فيما حبّر من كلام

ومع إيماني بأنّ كاتب المقال ليس مجنونا حقيقيا بالمعنى الكلينيكي للكلمة وإلاّ ما كان أصلا أن ينتمي في يوم من الأيام إلى مؤسسة وطنية إعلامية رائدة اسمها إذاعة صفاقس وبأنّ ما كتبه من كذب وتلفيق من نسج خيال  لا يستحقّ حتّى حقّ الردّ فإنّي أصنّف ما كتبه تحت عنوان " اعمل روحك مجنون تعيش" وهو بذلك يجرّ نفسه سواء عن قصد أو دونه لتعرئة ذاته وفضحها أمام رأي عام لم يدرك صاحبنا أنّه لم يعد قادرا على ابتلاع "الحرابش" البنفسجية التي دأب على وصفها للمستمعين بواسطة طبيب دجّال اسمه التجمع الدستوري الديمقراطي حين كان مصدح إذاعة صفاقس مباحا له كما لغيره
ولأنّ إدارة الإذاعة تتركّب من أناس على درجة كبيرة من التكوين العلمي وروح المسؤولية والمخزون الأخلاقي الذي يأبى التشهير والتأسيس لعقلية الاجتثاث والانتقام وتصفية الحسابات لم تشأ الدخول في مهاترات سواء مع بعض أبنائها الموظّفين أو المتعاونين معها على أساس ماضيهم " التجمعي" الأسود فإنها مع ذلك لا يمكن لها أن تسبح ضدّ التيّار ( واللّبيب من الإشارة يفهم ) ولا يمكن أن تستمرّ مع مفهوم "الإنتاج البرامجي الكعكة لكل واحد فيها نصيب" والذي كان سائدا لعقود لدرجة أن اعتبر البعض نفسه كما صاحبنا ركنا من أركان الإذاعة وأحد أبنائها الشرعيين في كل الأزمان والأوقات
فتونس الثورة لا يمكن أن تساس مستقبلا بعقلية المحسوبية والمجاملات والعطاءات والعلاقات الشخصية لأن الثورة قامت في الأصل ماردا على الفساد المستشري في البلاد الذي أضرّ بالعباد . وإذاعة صفاقس بالتالي كما جميع المؤسسات والمنشآت والمرافق العمومية مطالبة اليوم بتعديل ساعتها على زمن الثورة فلا مجال لسوء التصرف سواء المالي أو البشري ولا مجال لإكراميات ومجاملات تحت يافطة الإنتاج أو التنشيط الإذاعي فجودة الإنتاج ودرجات الإبداع الحقيقي هي الفيصل الأوّل والأخير من هنا فصاعدا سواء تعلّق الأمر بالمنشّطين أبناء الدار أو بالمتعاونين معها ولا مجال بعد اليوم أن يعتبر أحد المتعاونين نفسه ابنا بيولوجيا أو حتى بالتّبنّي لهذه الدار وأن عدم التعويل عليه في إحدى البرمجات هو إقصاء ونكران لخدمات وتضحيات جسام فلا فضل لأحد على المؤسسة بمن فيهم أبناؤها الشرعيون طالما أنه ينال مكافآته على آخر مليّم ولا أحد له حقّ " التشغيل المتعاون" مدى الحياة لأن الإذاعة ليست "تكيّة" أو مؤسسة تضامن اجتماعي
وبالعودة إلى كلام "مجنون الإذاعة" وهو في الحقيقة "مجنون فلوسها" أدعوه إلى المواصلة في تخميناته حول من يسيّر الإذاعة إلى حين يقف على حقيقة المصدر وحينها عليه أن يتوجّه إليه ويعرض خدماته لعلّ قلبه يرقّ له ويعيد له برنامجه " الإبداعي جدّا" الذي يصفه بثابت من ثوابت الإذاعة لإعانته على إكمال بناء منزله أو شراء سيّارة أو أي غرض حياتيّ آخر
وأنصح صاحبنا المجنون في الختام أن يعمل على مزيد التقرّب من أعضاء مجلس الإدارة والإكثار في مهاتفتهم وهو الذي خاطبهم دون استثناء بمعدل مائة مكالمة لكل واحد أيام إعداد البرمجة الأولى بعد الثورة حتى يحظى بقرابة أو صداقة أحدهم فيتبنّى برنامجه " الثابت من ثوابت الإذاعة " ويثبّته في البرمجة اللاّحقة والتي تليها . أمّا حديثه عن هتك الأعراض في أحاديث أبناء الإذاعة فأكتفي بالقول : إن لم تستح فافعل ما شئت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق