عمل جبار لأطباء الصحة العمومية بصفاقس في مخيّم الشوشة

مخيّم  الشوشة –  اليوم:

نظمت النقابة الجهوية لأطباء و صيادلة الصحة العمومية بصفاقس يوم الخميس 5 ماي 2011 ملتقى للأطباء و الممرضين و السواق الذين شاركوا في إنجاح المركز الصحي الميداني بمخيم الشوشة برأس جدير و قد شارك في هذا العمل التطوعي حوالي 33 طبيبا و 19 عون صحة و 8 عمال مدة شهرين كاملين

, و أبرز ما تبلور في هذا الملتقى الاحتفالي أن نجاح هذا العمل وتواصله دون انقطاع منذ 1 مارس 2011 كان نتيجة لـلروح الوطنية و البعد الإنساني والتضامني اللذان  تتحلى بهما عائلة الصحة بجهة صفاقس. يتكون الفريق في أغلب الأحيان من 3 أطباء و ممرضين اثنين يقع تغييرهم مرتين في الأسبوع. يشرف على تنظيم العمل و التنسيق بين كل الأطراف المكتب النقابي الجهوي لأطباء و صيادلة الصحة العمومية . وجد الأطباء كل الدعم و العون من الإدارة الجهوية للصحة بصفاقس و بمدنين و من ممثل الوزارة و كذلك من كلية الطب و الهلال الأحمر التونسي بصفاقس، و هكذا تمكن الأطباء من تذليل الصعوبات بتجميع الأدوية واقتناء كل المستلزمات الطبية و غيرها لإنجاح هذا المركز الصحي الميداني بحيث أمنوا رغم صعوبة الوضع هناك أكثر من  11000 عيادة  (200 عيادة يوميا) أي ما يقارب ثلث كل العيادات التي أنجزت في هذا المخيم  و التي شارك فيها عديد من الأطراف الأخرى مثل أطباء  الجيش التونسي و الأخوة الأطباء المغاربة,و الطريف في هذه التجربة الرائعة أن الأطباء والممرضين الذين عملوا هناك كانوا يعيشون في نفس الظروف الصعبة مثلهم مثل اللاجئين حتى أن الدكتور عمر بن منصور و الذي قضى 26 يوما هناك سمي بأقدم لاجئ بالشوشة وقد قام بهذا العمل الخير لتحسين ظروف العمل و ساهم بقسط كبير في إنجاح هذه التجربة, و لم يتغيب العنصر النسائي في الاستجابة لنداء الواجب حيث شاركت 4 طبيبات و ممرضة في هذا العمل التطوعي و قد شارك في هذا العمل الإنساني متقاعدون من قطاع,  بالرغم من أنّ نقص  3 أطباء يوميا لمدة أكثر من شهرين  عن  القطاع له وقعه على بقية الفريق الطبي العامل بالجهة و خروج عدد كبير منهم و دون تعويض إلى التقاعد  و مع هذا فإنّ  بقية الزملاء لم يكلوا و تكفلوا بتغطية العمل بمراكز الصحة الأساسية بولاية صفاقس و دون انقطاع ،كما استجاب مدير المجمع الصحي بصفاقس و دون تردد لتلبية الطلبات العاجلة مثل الدواء رغم عجز الميزانية. و نظمت النقابة الجهوية للأطباء بعثات لأطباء اختصاص لكل من ولاية القصرين و سيدي بوزيد استجابة لنداء عاجل من النقابات الجهوية هناك.


د. محمد الجموسي